وكذلك قوله ليلة الإسراء يعاتب ربه سبحانه وتعالى: [أتبعث هذا الغلام من بعدي، وتجعل أمته أفضل من أمتي؟!].
هذا أمر لا يقوله إلا من كان لديه من القرب من الله عز وجل ما يجعله يقول مثل هذا الكلام ويعاتب ربه عز وجل.
يقول: (ومع ذلك فإن ربه تبارك وتعالى يحتمل له ذلك كله، ويحبه ويكرمه ويدللـه). هذه العبارة هي التي علق عليها الشيخ، وهي بيان أن هذا الإكرام له منزلة خاصة عنده، ولم يصف الله سبحانه وتعالى، أو يجعل من أسماء الله سبحانه وتعالى اسماً زائداً، وإنما هو تعبير.
ويكفي أن نعلم أن الله سبحانه وتعالى يكرمه ويعطيه ما يريد، ويسارع في هواه، ولا يؤاخذه بهذه الأعمال؛ رغم أنها مخالفة لما كان ينبغي أن يكون، كما وضحنا ذلك في حديث محاجته لأبيه آدم عليهما السلام.